"البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية 2024–2026"
تاريخ النشر: 2024-09-22
صرح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بأن "البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة" يأتي ضمن إطار رؤية عُمان 2040 والتي تسعى لجعل تقنية المعلومات والاتصالات من بين القطاعات الأساسية والمحفزة للاقتصاد الوطني؛ حيث يُعد هذا البرنامج ترقية للبرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة الذي تم إطلاقه في عام 2022"
وأضاف معاليه بأننا في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات نعمل على إرساء الركائز الأساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة في سلطنة عمان بهدف بناء اقتصاد رقمي قادر على تحقيق التنمية المستدامة؛ وذلك ترجمةً للخطاب السامي لحضـرة صاحب الجلالة السلطان المعظم– حفظه الله ورعاه – في افتتاح الدورة الثامنة لمجلس عُمان المنعقــدة بتاريــــــخ 30 ربيع الآخــر 1445هـ الموافــق 14 نوفمبر 2023م والذي وجّه فيه جلالته بضرورة إعداد برنامجٍ وطنيٍّ لتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينِها، مع الإسراعِ في إعداد التشريعات التي تسهمُ في جعلِ هذه التقنيات كأحد الممكنات والمحفزات الأساسية لهذه القطاعات.
أهداف البرنامج
يهدف "البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة" إلى تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتوطين التقنيات الرقمية المتقدمة، وتحقيق حوكمة فعّالة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي برؤية محورها الإنسان، كما يهدف البرنامج إلى تحقيق التقدم في المؤشرات العالمية، حيث تسعى سلطنة عمان لتكون ضمن أفضل 50 دولة في مؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي الصادر عن مؤسسة Oxford Insights.
محاور البرنامج
يتضمن البرنامج ثلاثة محاور رئيسة وهي:
- 1. تعزيز وتبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية: يركز هذا الركيزة على دعم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات لتحسين جودة الخدمة وتحقيق الكفاءة التشغيلية.
- 2. توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي: يهدف هذا الركيزة إلى بناء القدرات والمواهب المحلية من خلال تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطوير البنية التحتية التقنية، وتعزيز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
- 3. حوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي برؤية تركز على الإنسان: يركز الركيزة الثالثة على إنشاء الأطر التشريعية والتنظيمية اللازمة لضمان الاستخدام الآمن والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وحماية خصوصية البيانات، وتعزيز الثقة في التقنيات الرقمية المتقدمة.
مبادرات ضمن البرنامج
ويمتد البرنامج من عام 2024 حتى نهاية عام 2026 شاملا لعدد من المبادرات والمشاريع المواكبة للمتغيرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي،
- من أبرزها إنشاء المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة لإتاحة البيانات المفتوحة لدعم رواد الأعمال والمستثمرين ومتخذي القرار،
- وإنشاء مركز وطني للبحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، لدعم الباحثين والأكاديميين،
- ، إضافة إلى إنشاء "إستوديو" للذكاء الاصطناعي ليكون نقطة التقاء بين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والشركات والمؤسسات التي تبحث عن حلول تقنية باستخدام الذكاء الاصطناعي،
- وإنشاء نموذج لغوي عماني "Oman GPT" يتم تدريبه على المحتوى العماني الثقافي والتاريخي والفني والعلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي،
- وإنشاء مركز للثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد وبالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي،
- إلى جانب تنفيذ مبادرات الحوسبة الكمية لنشر الوعي وتعزيز البحث والتطوير وتبني تطبيقات الحوسبة الكمية.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية
يعكس البرنامج الوطني التزام سلطنة عمان بتبني أحدث التقنيات الرقمية لتعزيز اقتصادها الوطني وتحقيق رؤيتها المستقبلية 2040، ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرات مثل مبادرة دعم الشركات التقنية الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي و مبادرة تحفيز الاستثمارات لإنشاء مراكز بيانات جديدة متخصصة في الذكاء الاصطناعي و مبادرة دعم المصانع بتقنيات حديثة في زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان لتصل إلى 10% بحلول عام 2040، مقارنة بنسبة 2% في العام 2021.
كما تسهم في تعزيز مساهمة قطاعات التنويع الاقتصادي من خلال تنفيذ مبادرة اقتصاديات الذكاء الاصطناعي ومبادرة دعم تنفيذ مشاريع تجريبية في الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية المختلفة التي ستعمل على دعم رقمنة القطاعات الرئيسية مثل النقل واللوجستيات والسياحة والأمن الغذائي والصناعة التحويلية وهو سيساهم في تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية وزيادة الانتاجية، مما سيعزز مساهمة هذه القطاعات في النمو الاقتصادي ويسرع من تنويع مصادر الدخل بما يتوائم مع رؤية عمان 2040.
ويهدف البرنامج لتشجيع الابتكار الرقمي فمن خلال مبادرة إنشاء أستوديو للذكاء الاصطناعي ومبادرة المركز البحثي الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة ومبادرة صناع الذكاء الاصطناعي والمسابقات والفعاليات المتخصصة ستساهم في زيادة الابتكارات والشركات التقنية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذه الجهود ستسهم في تعزيز مكانة عمان كمركز للابتكار التقني في الذكاء الاصطناعي، مما يدفع الجامعات ومراكز الأبحاث لإنتاج المزيد من الابتكارات وإنشاء المزيد من الشركات التقنية الناشئة التي يمكن أن تدعم النمو الاقتصادي.
وإلى جانب ذلك يسعى البرنامج إلى زيادة الانتاجية وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية فاستخدام النموذج اللغوي العماني الكبير سيسهم في زيادة الانتاجية لدى الموظفين من خلال توفير أدوات قادرة على أتمتة العديد من المهام مثل التحليل ووضع الاستراتيجيات وإنتاج معارف جديدة وتلخيص وترجمة الوثائق والركون لمرجعية موثقة للمعلومات والبيانات مع الحفاظ على المكتسبات الثقافية والأدبية والدينية والفنية والسياسية العمانية عند استخدام النموذج اللغوي الكبير مما يؤدي لتعزيز المحتوى العماني في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وزيادة الانتماء الوطني وتعزيز للهوية الوطنية.
كما يسعى البرنامج إلى تعزيز التنافسية الرقمية للشباب العماني من خلال مبادرة وبرامج تخصصية لتأهيل الخريجين في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وتأهيل طلبة المدارس وتدريب المعلمين واضافة مناهج تعليمية جديدة في الذكاء الاصطناعي مما سيدعم تعزيز القدرة التنافسية للكوادر الوطنية في سوق العمل الرقمي المحلي والعالمي وهذا سيسهم في إعداد جيل جديد من المبتكرين والمبدعين في المهارات الرقمية، مما يعزز مكانة سلطنة عمان كدولة رائدة في تطوير الكوادر الوطنية المتميزة.
البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة هو خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة عُمان كواحدة من الدول الرائدة في التقنيات الرقمية. سيمكن هذا البلاد من مواكبة التحولات الرقمية العالمية السريعة وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.